أيخاف القوي؟

امسي كان حافلا بأمور قمت بها، لم انجز كل ما اردته لكني انجزت ما يجعلني راض بنفسي و هذا يكفيني ... لكن لم يكن يوما عاديا بل ادركت ان الله قد انعم علي بحياة لا تخلو من الاحداث، حياة الهدوء فيها ليس الا فترة راحة لعاصفة قادمة.

خواطر يومية

المعتاد

5/8/20241 min read

A vintage typewriter with a piece of paper inserted, displaying the text 'INTERGENERATIONAL DIALOGUES'. The typewriter is set on a rustic wooden surface, and the paper is visible above the keys.
A vintage typewriter with a piece of paper inserted, displaying the text 'INTERGENERATIONAL DIALOGUES'. The typewriter is set on a rustic wooden surface, and the paper is visible above the keys.

اسمحلي ان اتوسع في الموضوع اكثر و حاول ان لا تتوه ، اريد ان اركز على شعور الرحمة لأنه قل ما يُتَحَدث عنه، الكثير منا يخلط بين الشفقة و الرحمة ، انا لا اقبل شعور الشفقة، ان يشفق بك هو ان يتم النظر اليك بدونية ، ان يتم النظر اليك من فوق و لن تتم مساعدتك، عندما تريد جرح شخص ما ، عندما تريد جرحا لا يشفى فقط اشفق عليه، اشفق عليه و امضي في طريقك ، قد ينساك لكنه لن ينسى ابدا ما اقدمت عليه. الحزن هو شعور موجه نحو نفسك و لأجلها، التعاطف شعور موجه نحو الاخر و ذلك عندما تشعر بألمه او لنقل حزنه فتتأثر معه، اني تعاطفت مع فلان يعني اني ادركت المه او من بعض المه و ضاق صدري لأجله .. سأشاركه حزنه و ان لم ابدي له ذلك، لكن الى الان لن تساعده بالضرورة ، قد تمضي في حال سبيلك عنه. هنا نصل الى النقطة الجوهرية ، ما التالي ؟ الرحمة ام الشفقة ؟

ان اعتبرت نفسك افضل منه ، ولا اقول لظروفك بل لنفسك ، ان اعتبرت انك ظروفك افضل لحظك او بسببك ، و ظروفه اسوه بسببه او لحظه فـ هنا انت تشفق عليه انت تراه بدونية ، تراه بالاسفل عاجز عن اي شئ، و عند هذه المرحلة انت لن تساعده بل حتى ان قدمت العون له اي كان فلن يعتبر مساعدة بل اهانة مضاعفة له، انت اشفقت عليه، على ما يبدو صرنا نعيش في زمن لا تذم فيه الشفقة.

ان رأيته اخا لك، ان رأيته في نفس الدرجة التي انت عليها ورأيت الظروف من التي تحاول نهشه فعندها انت في خطوتك الاولى نحو رحمته، انت لم تستصغره في شئ، رأيت انسانا مثلك و رأيت انك منعم عليك لتكون سببا في رحمته لا تعلو عليه ، انت لست افضل منه و لن تكون حتى وان ساعدته، ساعدته لأنك فقط انت تستطيع لو لم تكن تستطيع لم فعلت شئ، وهل الاستطاعة بيدك ؟ ام بيد ظروفك ؟ و ايا كان معتقدك سواءً كنت تعبد الخالق ام المخلوق او لا تعبد اي شئ، فإن الظروف ستظل دوما خارجة عن يدك، اذا لأي سبب انت افضل منه ؟ ان ساعدته و ظننت بذلك او شعرت بذلك انك افضل منه فعندها انت لم ترحمه انما اشفقت عليه و بذلك انت لم تساعد في شئ، انت قد زدت من حجم غرورك فقط.

لنتفق على اساسات مهمة قبل ان أعود الى الموضوع الاصلي، ستحزن لأنك حي، ستتعاطف لأنك انسان، الرحمة ستسكنك قلوب من حولك أما الشفقة فلن تزيدك الشفقة الا غرورا.

اذا قلت انه كان لي شعورا بالمسؤولية الذي تولد عنه حدس بما يجدر فعله وبطبيعة الحال كان ان اتبعه و أعينه على اي كان الذي سأواجهه، لن انكر بورود قرار اخر في ذهني يدعوني بتركه و الذهاب مباشرة نحو المنزل دون ان اعرف حتى ما به، لكن عرض فقط لأقيم ما كانت نفسي تدعوني اليه، فأشهد لنفسي امس انها كانت تريد الذهاب معه .. شعرت انها ستفقد جزءا من ذاتها ان تركته، وبهذا اتفق الحدس مع الشعور لأجل القيام بأمر واحد فقط. ما حدث بعدها لن يهم كثيرا ذكره لك، لكني ظللت افكر طيلة طريقي الى البيت عن صواب ما فعلت، هل حقا قمت بالاجد القيام به ؟ اتصلت بخالي ، وحادثت خالتي ، و كلاهما شهدا على حسن ما فعلت ، لكني لم اقتنع كثيرا، بل خفت ان اقتنع، كان من الغريب لي ان اتبع نفسي و هي حقا تريد امرا واضح دون تضارب، امر صعب حقا، ان قدمت صدقة مثلا في اي يوم، سأشعر بشعور يدفعني و شعور اخر يثبطني، بين حدس يريد امرا وشعورا يريد امرا اخر، بل حتى وسط المشاعر قل ما يكون شعورا طاغيا .. دوما هناك تضارب بين الاقدام و التخلف، لكن ان اقوم بأمر ما دون هذه الاظطرابات ؟ امر مخيف لي، يجعلني حقا لا ادرك الصواب من الخطأ، ليس لنعدام وجود المعايير الاخلاقية لدي، بل لصرامة ما اعتبره صائب من خاطئ، انا اسعي ان احاسب نفسي على الفعل ثم على النية، ولا حاجة لي في فعل صالح قمت به لم تتوازا معه النية في صلاحه والامر ذاته لو عكسنا.

اذا أيخاف القوي؟ يخاف القوي اذا لم يكن قدر المسؤولية التي عليه.